ما هو "القرن الأسود"؟. في عهد نظام القيصرية في روسيا، و بدءًا من أوائل القرن العشرين، جنّد البوليس السياسي السرّي (الـ"أوكرنا")، عصابات من المشاغبين المعادين للساميّة. وكان اسم التنظيم الرسمي لـ"القرن الأسود" هو "الاتحاد الوطني الروسي". وبتشجيع "الأوكرنا" نظمت عصابات "القرن الأسود" مذابح دمويّة بحق تجمعات اليهود في روسيا وأوكراينا.
عصابات الشغب التي هاجمت القرية الفلسطينية، أعلنت مسبقاً عن مؤامرتها. فقد ألصقوا منشوراتهم على جدران البيوت في حاراتهم غربيّ القدس، ونظموا أناسَهم بواسطة الهاتف، وامتلأت الصحف بأنباء الهجوم المبيّت على جبل المكبر. ومن هنا، نقول إن الشرطة كانت تعلم. لقد كانت تعلم إلى درجة أنها "لم تعط ترخيصًا لإقامة المظاهرة"!!. وهذا يعني حتى أن منظمي الهجوم قد أبلغوا وحذروا الشرطة سلفاً. فقط 250 شرطيًا انتشروا هناك في منطقة "أرمون هنتسيف" - "قصر المندوب" بأمر قائد شرطة منطقة "موريَه" التابعة للواء القدس.
عندما قام شارون – زعيم المعارضة في حينه – بزيارته الاستفزازية إلى باحة المساجد في القدس يوم 28.9.2000، انتشر حوله 3000 شرطيّ. وعندما يزور القدس رئيس حكومة أجنبية يمكن أن يصل عدد رجال الشرطة المنتشرين في المدينة إلى 5000 وتتعطل حركة السير في المدينة. وفي المقابل، أمام هجمة عصابات "القرن الأسود" التي نادت في منشوراتها: "كفى كلامًا، حان وقت الفعل"، اكتفى المسؤولون بنشر قوة شرطة رمزية فقط. والأخطر من ذلك، أن قائد منطقة "موريَه" نفسه قد فسّر الأمر بقوله: "كان علينا أن نسمح لهم (للسفاحين) أن ينفّسوا الضغط". وما أراد هذا قوله بصراحة هو أن هجوم مئات المساعير وهم يصرخون شعارهم الدمويّ: "الموت للعرب" كان من وجهة نظر الشرطة، هجومًا مطلوبًا وحيويًا ومستدعىً. لقد استولى هؤلاء المجرمون على الشوارع وقذفوا البيوت بالحجارة وحطموا النوافذ ودمّروا خزانات المياه على الأسطح وكسّروا السيارات. وقد أفاد أحد السكان أنه شاهد ثلاثة من رجال الشرطة يقفون طيلة ساعتين مكتوفي الأيدي لا يحركون ساكناً، قرب بيته، عندما هاجمت مجموعة من تلك العصابة البناية وأعاثت فيها فسادًا. وقد اختبأ الشاهد نفسه وأولاده وأحفاده في غرفة داخلية وانتظروا يتملّكهم الرعب، على أمل أن يخرجوا سالمين بعد انقشاع الغيمة السوداء.
إن الفارق الكبير بين نشر الشرطة عندما تحتاجها الحكومة في مهمّات الحراسة وتوفير الأمن، وبين الشراكة البكماء بين الشرطة وعصابات الشعب، في الوقت الذي يتعرض فيه آلاف السكان الفلسطينيين لخطر داهم، يشير إلى أن الفلسطينيين لن ينالوا أية نجدة من مؤسسات دولة إسرائيل. إنها شرطة نظام ينظر إليهم كأعداء. ورجال الشرطة الذين انتشروا في المكان وقفوا طيلة 3 ساعات ليتيحوا لعصابات "القرن الأسود" ممارسة هجماتهم من غير رادع.
بعد انقضاء لحظات المفاجأة الأولى بدأ سكان جبل المكبّر بتنظيم أنفسهم وصدّ الهجمة بقوّة، فدارت في الشوارع معارك في مواجهة غزاة القرية. إنها بداية الطريق. فقط عن طريق تنظيم أنفسهم في مواجهة الأعداء يمكن لجماهير الشعب أن توفر لنفسها النجدة. في جبل المكبر وفي كل مكان، وفي كل الأماكن معًا، ستكون هنالك آلاف، بل عشرات آلاف الأيدي، وقبضة واحدة!
اللجنة لأجل الجمهورية الديمقراطية العلمانية في كامل فلسطين
عصابات الشغب التي هاجمت القرية الفلسطينية، أعلنت مسبقاً عن مؤامرتها. فقد ألصقوا منشوراتهم على جدران البيوت في حاراتهم غربيّ القدس، ونظموا أناسَهم بواسطة الهاتف، وامتلأت الصحف بأنباء الهجوم المبيّت على جبل المكبر. ومن هنا، نقول إن الشرطة كانت تعلم. لقد كانت تعلم إلى درجة أنها "لم تعط ترخيصًا لإقامة المظاهرة"!!. وهذا يعني حتى أن منظمي الهجوم قد أبلغوا وحذروا الشرطة سلفاً. فقط 250 شرطيًا انتشروا هناك في منطقة "أرمون هنتسيف" - "قصر المندوب" بأمر قائد شرطة منطقة "موريَه" التابعة للواء القدس.
عندما قام شارون – زعيم المعارضة في حينه – بزيارته الاستفزازية إلى باحة المساجد في القدس يوم 28.9.2000، انتشر حوله 3000 شرطيّ. وعندما يزور القدس رئيس حكومة أجنبية يمكن أن يصل عدد رجال الشرطة المنتشرين في المدينة إلى 5000 وتتعطل حركة السير في المدينة. وفي المقابل، أمام هجمة عصابات "القرن الأسود" التي نادت في منشوراتها: "كفى كلامًا، حان وقت الفعل"، اكتفى المسؤولون بنشر قوة شرطة رمزية فقط. والأخطر من ذلك، أن قائد منطقة "موريَه" نفسه قد فسّر الأمر بقوله: "كان علينا أن نسمح لهم (للسفاحين) أن ينفّسوا الضغط". وما أراد هذا قوله بصراحة هو أن هجوم مئات المساعير وهم يصرخون شعارهم الدمويّ: "الموت للعرب" كان من وجهة نظر الشرطة، هجومًا مطلوبًا وحيويًا ومستدعىً. لقد استولى هؤلاء المجرمون على الشوارع وقذفوا البيوت بالحجارة وحطموا النوافذ ودمّروا خزانات المياه على الأسطح وكسّروا السيارات. وقد أفاد أحد السكان أنه شاهد ثلاثة من رجال الشرطة يقفون طيلة ساعتين مكتوفي الأيدي لا يحركون ساكناً، قرب بيته، عندما هاجمت مجموعة من تلك العصابة البناية وأعاثت فيها فسادًا. وقد اختبأ الشاهد نفسه وأولاده وأحفاده في غرفة داخلية وانتظروا يتملّكهم الرعب، على أمل أن يخرجوا سالمين بعد انقشاع الغيمة السوداء.
إن الفارق الكبير بين نشر الشرطة عندما تحتاجها الحكومة في مهمّات الحراسة وتوفير الأمن، وبين الشراكة البكماء بين الشرطة وعصابات الشعب، في الوقت الذي يتعرض فيه آلاف السكان الفلسطينيين لخطر داهم، يشير إلى أن الفلسطينيين لن ينالوا أية نجدة من مؤسسات دولة إسرائيل. إنها شرطة نظام ينظر إليهم كأعداء. ورجال الشرطة الذين انتشروا في المكان وقفوا طيلة 3 ساعات ليتيحوا لعصابات "القرن الأسود" ممارسة هجماتهم من غير رادع.
بعد انقضاء لحظات المفاجأة الأولى بدأ سكان جبل المكبّر بتنظيم أنفسهم وصدّ الهجمة بقوّة، فدارت في الشوارع معارك في مواجهة غزاة القرية. إنها بداية الطريق. فقط عن طريق تنظيم أنفسهم في مواجهة الأعداء يمكن لجماهير الشعب أن توفر لنفسها النجدة. في جبل المكبر وفي كل مكان، وفي كل الأماكن معًا، ستكون هنالك آلاف، بل عشرات آلاف الأيدي، وقبضة واحدة!
اللجنة لأجل الجمهورية الديمقراطية العلمانية في كامل فلسطين
אין תגובות:
הוסף רשומת תגובה