יום שבת, 3 בינואר 2009

جيتو غزة يحترق!

عندما شنّت إسرائيل عدوانها العسكري الأخير على قطاع غزة، كان القطاع يرزح تحت وطأة حصار شامل من البحر والبر والجو. ومنذ سنة ونصف أصبح قطاع غزة جيتو محاصرًا ومغلقاً على مليون ونصف إنسان في 360 كم مربع، نصفهم لاجئون في أعقاب جرائم التطهير العرقي عام 1948 ونسلهم.

حكومة إسرائيل بادرت ونظمت الحرمان المتواصل من الحاجيات الأساسية، كالأدوية والأجهزة للمستشفيات، ووسائل التدفئة للسكان المدنيين. ومن حين لآخر سمحت إسرائيل بدخول بضع عشرات من الشاحنات المحملة بالإغاثة، ترافقها أبواق الإعلام العالمي تشيد بما يُراد له أن يظهر كأنه لفتة "إنسانية": مرّة واحدة كلّ بضعة أيام وأحيانًا كلّ بضعة أسابيع، تكرّمت إسرائيل بمثل هذه "اللفتة" الهزيلة التي يمكن مقارنتها بإنسانية من يرمي بعظمة إلى قطيع من الكلاب التي جوّعها عمدًا.

إطلاق الصواريخ على مراكز إسرائيلية مأهولة بالسكان كان هو ردّ الفعل المتوقع على هذا التنكيل المتواصل.

في 27.12.2008 شنّ جيش إسرائيل حملة التقتيل التي اشتملت على القصف من الجو ومن البحر، وأخيرًا من اليابسة. وابل من الفولاذ والدم ينصبّ على تركيز سكّانيّ يرزح منذ سنين تحت وطأة الإفقار والتجويع والقمع والتجريد من مقوّمات التصدّي. أسماء المواقع المستهدفة معلومة ومعروفة: مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، الشاطئ والنصيرات وجباليا وخان يونس ورفح وغيرها. ويفضل الناطقون باسم حماس إضافة ذكر أسماء البلدات التي طُردَ منها أولئك اللاجئون: المجدل، أسدود، يبن. – وبعبرية ما بعد 1948: أشكلون، أشدود، يفنه. إذن لقد جرى طردهم، واليوم يجري قصفهم وتفجيرهم وإطلاق النار عليهم.

في المرحلة القادمة ل(الحملة) يتقدم جيش إسرائيل مجدّدًا بسلاح المشاة نحو الشوارع، مثلما في عام 1948؛ ومجدّدًا يلقي على السكان بتعليمات مغادرة بيوتهم. وفي الخلفية مئات كثيرة من المواطنين القتلى، وآلاف الجرحى، ودمار هائل في البيوت والمباني السكنية. مئات آلاف الأطفال، مئات آلاف النساء، مئات آلاف الرجال، الناجون من هَوْل جهنّم صُنع إسرائيل، وجدوا أنفسهم بلا مأوى في أيّام شتائية باردة. واليوم مع الاجتياح البريّ هنالك مجزرة أخرى في الانتظار!

فليعرف كل واحد، ولتعرف كل واحدة: حكومة إسرائيل تدير آلة دعائية كلّها كذب في كذب.
الكذبة الأكبر: الادعاء بأن حرب إسرائيل هي "حرب دفاعية" هو كذب! إسرائيل هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ على بلدات الجنوب. اتفاق التهدئة من بداية حزيران 2008 اقتضى أن: يتوقف إطلاق الصواريخ – ويتوقف الحصار على غزة!!! ولكن حكومة إسرائيل لم تفِ بتعهّدها ولم تلتزم بتطبيق الاتفاق. وعلاوة على ذلك: في 4 و5 نوفمبر/تشرين ثانٍ، قامت إسرائيل باستفزازات إذ دخلت قوات جيشها إلى القطاع: فجّرت نفقاً على من فيه من البشر، وفجّرت سيارة كانت تقلّ مقاتلي حماس.
وقد ردّ حماس بإطلاق الصواريخ ردًّا على خرق إسرائيل لاتفاق التهدئة. إن التصعيد الذي أدّى إلى الحرب الحالية هو إذن ثمرة تخطيط دقيق ومفصّل وضعه قادة المؤسسة العكسرية بقيادة براك، الذي لم يكن معنيًّا باستمرار التهدئة.

يجب أن يكون معلومًا أن هذه الحرب المدبّرة بأيدي المؤسسة الإسرائيلية أهدافًا سياسية واضحة، من بينها:
طموح الحكومة إلى تنقية نفسها والمؤسسة العسكرية من عار الفشل في حرب لبنان الثانية.
طموح إلى جمع نقاط في الحملة الانتخابية لانتخابات الكنيست القادمة.
هذه الأهداف ليست هي أهداف جماهير الشعب، ولا أهداف العمال تحديدًا!

أيّها السياسيون والجنرالات، دعوا غزة في حالها!
جماهير الشعب، وخاصة جماهير الشغيلة، هنا وهناك يريدون العيش بسلام وكرامة!
يا سكان قطاع غزة، إنكم لعائدون إلى الأماكن التي طردوكم منها!
الحل الوحيد: وحدة العمال واللاجئين لإقامة الجمهورية الحرة الديمقراطية العلمانية!

4.1.2008
اللجنة لأجل الجمهورية الديمقراطية العلمانية في كامل فلسطين

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה